للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[(٥٣) باب كيف كان ابتداء الوحي لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وانتهاؤه]

[١٢٦] عَن عَائِشَةَ زَوجِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -؛ أَنَّهَا قَالَت: أَوَّلُ مَا بُدِئَ بِهِ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنَ الوَحيِ: الرُّؤيَا الصَّادِقَةُ فِي النَّومِ، فَكَانَ لا يَرَى رُؤيَا إِلاّ جَاءَت مِثلَ فَلَقِ الصُّبحِ. ثُمَّ حُبِّبَ إِلَيهِ الخَلاءُ، فَكَانَ يَخلو بِغَارِ حِرَاءٍ

ــ

(٥٣) ومن باب كيف كان ابتداء الوحي وانتهاؤه

الوحي: إلقاء الشيء في سرعة (١)، ومنه: الوحا الوحا. ويقال على الإلهام، ومنه قوله تعالى: وَأَوحَينَا إِلَى أُمِّ مُوسَى؛ أي: ألهمناها، وعلى التسخير (٢)، ومنه قوله تعالى: وَأَوحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحلِ؛ أي: سخّرها. وهو في عرف الشريعة: إعلام الله تعالى لأنبيائه بما شاء من أحكامه أو أخباره.

وفلق الصبح وفرقه: ضياؤه؛ ومعناه: أنّها جاءت واضحة بيّنة، وهذا له - صلى الله عليه وسلم - مبدأ من مبادئ الوحي ومقدّمة من مقدّماته.

وقد أوحى الله تعالى إلى إبراهيم في النوم حيث قال: يَابُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي المَنَامِ أَنِّي أَذبَحُكَ والأنبياء كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: تنام أعينهم ولا تنام قلوبهم (٣). وقد كان نبيُّنا - صلى الله عليه وسلم - في أوّل أمره يرى ضوءًا ويسمع صوتًا، ويسلِّم عليه الحجر والشجر وتناديه بالنبوّة، وهذه أمور ابتُدِئ بها تدريجيا لَمّا أراد الله به من الكرامة والنبوة، واستلطافًا له؛ لئلا يفجأه صريح الوحي، ويبغته الملك، فلا تحتمل ذلك قوّته البشريّة.


(١) في (ل): بسرعة.
(٢) ساقط من (ع).
(٣) رواه البخاري (٢٠١٣) ومسلم (٧٣٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>