(٤ و ٥) ومن باب: فضل التهليل والتسبيح والتحميد (١)
(قوله في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -: من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير؛ في يوم مائة مرة، كانت له عدل عشر رقاب، وكتبت له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة) يعني: أن ثواب هذه الكلمات بمنزلة ثواب من أعتق عشر رقاب، وقد تقدَّم في العتق: أن من أعتق رقبة واحدة أعتق الله بكل عضو منها عضوا منه من النار، ثم يزاد مع ذلك كتب مائة حسنة، ومحو مائة سيئة، يجمع ذلك كله له، وكل واحد من هذه الحسنات مضاعفة بعشر، كما قال تعالى {مَن جَاءَ بِالحَسَنَةِ فَلَهُ عَشرُ أَمثَالِهَا} وكما في حديث سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - المذكور بعد هذا، وهذا الحديث وجميع ما في الباب من الأحاديث يدلّ على: أن ذكر الله تعالى أفضل الأعمال كلها، وقد صرح بهذا المعنى في آخر هذا الحديث حين قال: ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به، إلا أحد عمل أكثر من ذلك. وأنص ما في هذا الباب ما خرجه مالك عن أبي الدرداء قال: ألا أخبركم بخير أعمالكم وأزكاها
(١) شرح المؤلف -رحمه الله- تحت هذا العنوان بابين من التلخيص، وهما: باب: فضل قول لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وباب: فضل التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير.