به، فحصل له من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم الكفارة والرحمة والقربة إلى الله تعالى التي دعا بها النبي صلى الله عليه وسلم كما ذكرناه. ويحتمل أن يكون هذا الدعاء من النبي صلى الله عليه وسلم على حقيقته أدبا لمعاوية على تثبطه في إجابة دعوة النبي صلى الله عليه وسلم. وإجابة دعوته صلى الله عليه وسلم واجبة على الفور، بدليل حديث أبي الذي أنكر عليه في ترك إجابته، وكان أبي في الصلاة.
(٢٢ و ٢٣) ومن باب: ما ذكر في ذي الوجهين وفي النميمة والتحذير من الكذب (١)
(قوله: إن من شر الناس ذي الوجهين) يعني به الذي يدخل بين الناس بالشر والفساد، ويواجه كل طائفة بما يتوجه به عندها مما يرضيها من الشر، فإن رفع حديث أحدهما إلى الآخر على جهة الشر: فهو ذو الوجهين النمام، وأما من كان ذا وجهين في الإصلاح بين الناس، فيواجه كل طائفة بوجه خير، وقال لكل واحدة منهما من الخير خلاف ما يقول للأخرى، فهو الذي يسمى بالمصلح، وفعله ذلك يسمى: الإصلاح، وإن كان كاذبا؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فيقول خيرا وينمي خيرا.
(١) شرح المؤلف -رحمه الله- في المفهم تحت هذا العنوان: هذا الباب، والباب الذي يليه، وهو: باب الأمر بالصدق والتحذير عن الكذب وما يُباح فيه.