للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

اذهَب ادعُ لِي مُعَاوِيَةَ، قَالَ: فَجِئتُ فَقُلتُ: هُوَ يَأكُلُ. قَالَ: ثُمَّ قَالَ لِيَ: اذهَب فَادعُ لِي مُعَاوِيَةَ، قَالَ: فَجِئتُ فَقُلتُ: هُوَ يَأكُلُ. فَقَالَ: لَا أَشبَعَ اللَّهُ بَطنَهُ.

قَالَ ابنُ المُثَنَّى: قُلتُ لِأُمَيَّةَ: مَا حَطَأَنِي؟ قَالَ: قَفَدَنِي قَفدَةً.

رواه أحمد (١/ ٣٣٥)، ومسلم (٢٦٠٤) (٩٦).

* * *

ــ

والطاء والواو، وقال ابن الأعرابي: الحطو: تحريك الشيء متزعزعا. وأما القفد - بتقديم القاف على الفاء - فالمعروف عند اللغويين أنه: المشي على صدور القدمين من قِبل الأصابع، ولا تبلغ عقباه الأرض. يقال: رجل أقفد، وامرأة قفداء، هو القفد، بفتح القاف والفاء.

قلت: ولم أجد قفدني بمعنى حطأني إلا في تفسير أمية هذا. وهذا الضرب من النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس تأديب له، ولعله لأجل اختفائه منه؛ إذ كان حقه أن يجيء إليه، ولا يفر منه. ويحتمل أن يكون هذا الضرب بعد أن أمره أن يدعو له معاوية، فلم يؤكد على معاوية الدعوة، وتراخى في ذلك، ألا ترى قوله في المرتين: هو يأكل، ولم يزد على ذلك، وكان حقه في المرة الثانية ألا يفارقه حتى يأتي به، والله تعالى أعلم.

ففيه تأديب الصغار بالضرب الخفيف الذي يليق بهم، وبحسب ما يصدر عنه.

و(قوله: ادع لي معاوية) فيه استعمال الصغير فيما يليق بهم من الأعمال.

و(قوله: لا أشبع الله بطنه) يحتمل أن يكون من نوع: لا كبر سنك كما قلناه، على تقدير أن يكون معاوية من الأكل في أمر كان معذورا به من شدة الجوع، أو مخافة فساد الطعام، أو غير ذلك، وهذا المعنى تأول من أدخل هذا الحديث في مناقب معاوية، فكأنه كنى به عن أنه دعا عليه بسبب أمر كان معذورا

<<  <  ج: ص:  >  >>