صلَّى اللَّهُ على سيِّدنا محمَّدٍ وآلِهِ وصحبِهِ وسلَّم.
قال الشيخُ الفقيهُ الإمام الحافظ أبو العبَّاس أحمَدُ بنُ عُمَرَ بنِ إبراهيمَ، الأنصاريُّ القرطبيُّ، رحمه الله:
الحمدُ للهِ كما وَجَب لكبريائهِ وجلالِه، والشُّكرُ له على ما غَمَرنا به من نَعمِه وآلائه، أَحمَدُهُ حَمدَ مَن غاصَ في بحار معرفة أسمائِه وجَمالِه، وأشكُرُه شُكرَ مَن عَلِمَ أنَّ شُكرَهُ مِن جُملةِ آلائِه وأفضالِه.
وأشهَدُ أن لا إله إلا الله وحدَهُ لا نظيرَ له في ذاته ولا شريكَ له في أفعالِه، وأشهَدُ أنَّ محمَّدًا عبده ورسوله، رسولٌ خُصَّ من الإرسالِ الإلهيِّ بعمومِهِ وخِتامِهِ وكَمالِه، ومِنَ الحقِّ المُبين بصَفوِهِ ومَحضِهِ وزُلالِه، وخُصَّ مَن أطاعَهُ واتَّبعه في أقوالِهِ وأفعالِه بمحبَّةِ الله وهدايتِه الشَّامِلةِ له في جميعِ أحوالِه، وبالفَوزِ بالنَّعيم الأكبر، يومَ يَجِدُ كُلُّ عاملٍ مَغَبَّةَ أعمالِه، صلَّى الله عليه وعلى آله الطَّيِّبِينَ الأكرَمين أهله وآلِه، ورَضِيَ الله عن صَحابَته المُصطفَينَ لإظهارِ الدِّين وإكمالِه، وبعد:
فلمَّا حَصَلَ من تلخيص كتاب مسلم وترتيبه وتبويبه المَأمُول، وسَهُلَ إلى حفظِه وتحصيلِه الوصول: رأينا أن نُكَمِّلَ فائدتَهُ للطالبين، ونُسهِّلَ