للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[(٢١) باب لم يبعث النبي صلى الله عليه وسلم لعانا وإنما بعث رحمة، وما جاء من أن دعاءه على المسلم أو سبه له طهور وزكاة ورحمة]

[٢٥٠٧] عَن أَبِي هُرَيرَةَ قَالَ: قِيلَ لرَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: ادعُ عَلَى المُشرِكِينَ، قَالَ: إِنِّي لَم أُبعَث لَعَّانًا، وَإِنَّمَا بُعِثتُ رَحمَةً.

رواه مسلم (٢٥٩٩).

ــ

(٢١) ومن باب: لم يبعث النبي صلى الله عليه وسلم لعانا، وإنما بُعث رحمة (١)

قوله - صلى الله عليه وسلم -: إني لم أبعث لعانا، وإنما بُعثت رحمة) كان هذا منه صلى الله عليه وسلم بعد دعائه على رعل وذكوان وعصية، الذين قتلوا أصحابه ببئر معونة، فأقام النبي صلى الله عليه وسلم شهرا يدعو عليهم، ويلعنهم في آخر كل صلاة من الصلوات الخمس، يقنت بذلك، حتى نزل عليه جبريل فقال: إن الله تعالى لم يبعثك لعانا ولا سبابا، وإنما بعثك رحمة ولم يبعثك عذابا ثم أنزل الله تعالى: {لَيسَ لَكَ مِنَ الأَمرِ شَيءٌ أَو يَتُوبَ عَلَيهِم أَو يُعَذِّبَهُم فَإِنَّهُم ظَالِمُونَ} على ما خرجه أبو داود في مراسيله (٢) من حديث خالد بن أبي عمران، وفي الصحيحين ما يؤيد ذلك ويشهد بصحته.

و(قوله: إنما بعثت رحمة) هذا كقوله تعالى: {وَمَا أَرسَلنَاكَ إِلا رَحمَةً لِلعَالَمِينَ} أي: بالرسالة العامة، والإرشاد للهداية، والاجتهاد في التبليغ، والمبالغة في النصح، والحرص على إيمان الجميع، وبالصبر على جفائهم، وترك الدعاء عليهم، إذ لو دعا عليهم لهلكوا. وهذه الرحمة يشترك فيها


(١) هذا العنوان لم يرد في نسخ المفهم جميعها، واستدركناه من التلخيص.
(٢) رواه أبو داود في المراسيل رقم (٨٩)، والبيهقي (٢/ ٢١٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>