المؤمن والكافر، أما رحمته الخاصة فلمن هداه الله تعالى، ونور قلبه بالإيمان، وزين جوارحه بالطاعة، كما قال تعالى:{بِالمُؤمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} فهذا هو المغمور برحمة الله، المعدود في زمرة الكائنين معه في مستقر كرامته، جعلنا الله منهم، ولا حال بيننا وبينهم.
و(قوله: لمن أصاب من الخير شيئا ما أصابه هذان) هذا الكلام من السهل الممتنع، وذلك أن معناه أن هذين الرجلين ما أصابا منك خيرا، وإن كان غيرهما قد أصابه، لكن تنزيل هذا المعنى على أفراد ذلك الكلام فيه صعوبة، ووجه التنزيل يتبين بالإعراب، وهو أن اللام في: لمن، هي لام الابتداء، وهي متضمنة للقسم، ومن: موصولة في موضع رفع بالابتداء، وصلتها: أصاب، وعائدها: المضمر في أصاب، وما بعدها متعلق به، وخبره محذوف، تقديره: والله لرجل أصاب منك خيرا: فائز أو ناج. ثم نفى عن هذين الرجلين إصابة ذلك الخير بقوله: ما أصابه هذان، ولا يصح أن يكون (ما أصابه) خبرا لـ (من) المبتدأ، لخلوها عن عائد يعود على نفس المبتدأ، وأما الضمير في (أصابه) فهو للخير، لا لمن، فتأمله يصح لك ما قلناه، والله تعالى أعلم.
و(قوله: اللهم إني بشر أغضب كما يغضب البشر، فأي المسلمين لعنته أو سببته أو جلدته، فاجعل ذلك له كفارة ورحمة) ظاهر هذا أنه خاف أن