[٢٩٠٥] عن ابن مسعود قال: اجتمع عند البيت ثلاثة نفر: قرشيان وثقفي - أو ثقفيان وقرشي - قليل فقه قلوبهم، كثير شحم بطونهم، فقال أحدهم: أترون الله يسمع ما نقول؟ وقال الآخر: يسمع إن جهرنا، ولا يسمع إن أخفينا، وقال الآخر: إن كان يسمع إذا جهرنا فهو يسمع إذا أخفينا. فأنزل الله عز وجل:{وَمَا كُنتُم تَستَتِرُونَ أَن يَشهَدَ عَلَيكُم سَمعُكُم وَلا أَبصَارُكُم وَلا جُلُودُكُم}
(قوله: قليل فقه قلوبهم) أي: فقههم قليل، أو معدوم، وكثير شحم بطونهم، أي: هم سمان، إذ ليس لهم هم في عبادة، ولا حظ من صوم، ولا مجاهدة. وإنما همهم أن يأكلوا أكل الأنعام من غير مبالاة باكتساب الآثام. وفيه تنبيه على سبب قلة فهمهم، فإنَّ البطنة تذهب بالفطنة.
و(قوله: {وَمَا كُنتُم تَستَتِرُونَ أَن يَشهَدَ عَلَيكُم سَمعُكُم وَلا أَبصَارُكُم وَلا جُلُودُكُم} أي: ما كنتم تتقون شهادة تلك الجوارح، فتستتروا عنها بالامتناع عن المعاصي، قاله مجاهد. قال قتادة: وما كنتم تظنون ذلك.
و(قوله:{وَلَكِن ظَنَنتُم أَنَّ اللَّهَ لا يَعلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعمَلُونَ} أي: شككتم في ذلك لجهلكم.
و(قوله:{وَذَلِكُم ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُم أَردَاكُم} أي: وذلك ظنكم الواقع بكم اللازم لكم، فهي جملة ابتدائية، و (أرداكم): خبر ثان، قاله