قوله:(إذ أقبل نفر ثلاثة) يدلّ: على أن أقل ما يقال عليه نفر: ثلاثة؛ إذ لا يقال: نفر اثنان، ولا: نفر واحد.
و(قوله: أما أحدهم فأوى إلى الله فآواه الله) الرواية الصحيحة بقصر الأول، وهو ثلاثي غير مُتعد. ومد الثاني وهو متعد رباعي. وهو قول الأصمعي. وهي لغة القرآن. قال الله تعالى:{إِذ أَوَى الفِتيَةُ إِلَى الكَهفِ} أي: انضمُّوا، ونزلوا. وقال في الثاني:{أَلَم يَجِدكَ يَتِيمًا فَآوَى} أي: فضمَّك إليه. وقال أبو زيد: آويته أنا إيواءً، وأويته: إذا أنزلته بك، فَعَلت وأفعَلت بمعنًى.
قلت: فأما أويت لِمَفَاقِره (١): فبالقصر لا غير.
(١) "المَفَاقِر": وجوه الفقر لا واحد لها، كما في اللسان.