و(قوله: إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه إنه ليسمع قرع نعالهم) هذا نص في أن الميت يسمع، وقد تقدم الكلام في هذا وفي إنكار عائشة رضي الله عنها إياه على ابن عمر في كتاب الجنائز.
و(قوله: فيقال له: انظر إلى مقعدك من النار) أي: لو لم تؤمن ولم تقم بحجتك، قد أبدلك الله تعالى به مقعدا من الجنة لما قمت بحجتك.
و(قوله: فيراهما جميعا) يدل على أن رؤيته لهما حقيقة بالعين، وعلى هذا فيحيا الميت في قبره حياة محققة بحيث يرى ويسمع ويسأل ويتكلم، وعلى هذا تدل أدلة الكتاب والسنة في غير ما موضع. والحكمة في أن الله تعالى يريه إياهما ليعلم قدر نعمة الله، فيما صرف عنه من عذاب جهنم، وفيما أوصل إليه من كرامة الجنة.
و(قوله: فيفسح له في قبره) أي: يوسع له فيه سبعون ذراعا، فيحتمل البقاء على ظاهره، ويكون معناه: أنه ترفع الموانع عن بصره، فيبصر مما يجاوره مقدار سبعين ذراعا، حتى لا تناله ظلمة القبر ولا ضيقه، متى رد روحه فيه إليه.