للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[(١٥) باب: في هوان الدجال على الله تعالى وأنه لا يدخل مكة والمدينة ومن يتبعه من اليهود]

وقد تقدم من حديث المغيرة، قوله صلى الله عليه وسلم: هو أهون على الله من ذلك.

انظر صحيح مسلم (٢٩٣٩) (١١٤ و ١١٥).

ــ

و(قوله: إنهم يقولون: إن معه الطعام والأنهار، هو أهون على الله من ذلك) أي: الدجال، على الله أهون أن يجعل ما يخلقه على يديه من الخوارق مضلا للمؤمنين ومشككا لهم، بل ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم، وليرتاب الذين في قلوبهم مرض والكافرون، كما قال له الذي قتله ثم أحياه، ما كنت فيك قط أشد بصيرة مني الآن، وقد تضمنت تلك الأحاديث المتقدمة أن عيسى -عليه السلام - ينزل ويقتل الدجال، وهو مذهب أهل السنة، والذي دل عليه قوله تعالى: {بَل رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيهِ} والأحاديث الكثيرة الصحيحة المنتشرة. وليس في العقل ما يحيل ذلك ولا يرده، فيجب الإيمان به والتصديق بكل ذلك، ولا يبالى بمن خالف في ذلك من المبتدعة، ولا حجَّة لهم في اعتمادهم في نفي ذلك على التمسك بقوله: {وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} وبما ورد في السنة من أنه لا نبي بعده، ولا رسول، ولا بإجماع المسلمين على ذلك، ولا على أن شرعنا لا يُنسخ. وهذا ثابت إلى يوم القيامة؛ لأنَّا نقول بموجب ذلك كله؛ لأنَّ عيسى - عليه السلام - إنما ينزل لقتل الدجال، ولإحياء شريعة محمد صلى الله عليه وسلم، وليعمل بأحكامها، وليقيم العدل على مقتضاها، وليقهر الكفار، وليُظهر للنصارى ضلالتهم، ويتبرأ من إفكهم، فيقتل الخنزير، ويكسر الصليب، ويضع الجزية، ويأتم بإمام هذه الأمة، كما تقدم في كتاب الإيمان.

<<  <  ج: ص:  >  >>