للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يقول: ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة خلق أكبر من الدجال.

وفي رواية: أمر بدل: خلق.

رواه مسلم (٢٩٤٦) (١٢٦).

* * *

ــ

و(قوله: ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة خلق أكبر من الدجال) ظاهر هذا كبر الخلقة والجسم، وقد تقدَّم أنَّه يركب حمارا عرض ما بين أذنيه أربعون ذراعا، وهذا يقتضي أن يكون هذا الحمار أكبر حمار في الدنيا، فراكبه ينبغي أن يكون أكبر إنسان في الدنيا، وكذا قال تميم -رضي الله عنه - في خبر الجساسة: فإذا أعظم إنسان رأيناه، وسيأتي، غير أنه قد تقدَّم من حديث أبي داود في وصف الدجال: أنه قصير أفحج (١) وإنما يكون قصيرا بالنسبة إلى نوع الإنسان، فمقتضى ذلك: أن يكون فيهم من هو أطول منه، ولهذا قيل: إن وصفه بالأكبرية إنما يعني بذلك عظم فتنته، وكبر محنته؛ إذ ليس بين يدي الساعة أعظم ولا أكبر منها، ويحتمل أن يريد به: أنه ينتفخ أحيانا حتى يكون في عين الناظر إليه أكبر من كل نوع الإنسان، كما تقدَّم في شأن ابن صياد أنه انتفخ عن غضبه حتى ملأ الطريق، والله أعلم بحقيقة ذلك.

* * *


(١) رواه أبو داود (٤٣٢٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>