(٤١) ومن باب: إذا أحب الله عبدا حببه إلى عباده والأرواح أجناد مجندة، والمرء مع من أحب
قد تقدَّم أن معنى محبة الله للعبد: إرادة إكرامه وإثابته. ولأعمال العباد: إثابتهم عليها، وأن محبة الله تعالى منزهة عن أن تكون ميلا للمحبوب، أو شهوة؛ إذ كل ذلك من صفاتنا، وهي دليل حدوثنا، والله تعالى منزه عن كل ذلك.
وأما محبة الملك فلا بُعد في أن تكون على حقيقتها المعقولة في حقوقنا، ولا إحالة في شيء من ذلك. وإعلام الله تعالى جبريل، وإعلام جبريل الملائكة بمحبة العبد المذكور تنويه به، وتشريف له في ذلك الملأ الكريم، وليحصل من المنزلة المنيفة على الحظ العظيم، وهذا من نحو قوله صلى الله عليه وسلم حكاية عن الله تعالى حيث قال: أنا مع عبدي إذا ذكرني؛ إن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم (١). ويجوز أن يراد بمحبة الملائكة: ثناؤهم عليه واستغفارهم له، وإكرامهم له عند لقائه إياهم.
(١) رواه أحمد (٢/ ٢٥١ و ٤١٣)، والبخاري (٧٤٠٥)، ومسلم (٢٦٧٥) (٢١)، والترمذي (٣٦٠٣)، وابن ماجه (٣٨٢٢).