للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ: ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ القَبُولُ فِي الأَرضِ، وَإِذَا أَبغَضَ عَبدًا دَعَا جِبرِيلَ فَيَقُولُ: إِنِّي أُبغِضُ فُلَانًا فَأَبغِضهُ. قَالَ: فَيُبغِضُهُ جِبرِيلُ، ثُمَّ يُنَادِي فِي أَهلِ السَّمَاءِ: إِنَّ اللَّهَ يُبغِضُ فُلَانًا فَأَبغِضُوهُ، قَالَ: فَيُبغِضُونَهُ ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ البَغضَاءُ فِي الأَرضِ.

رواه أحمد (٢/ ٥١٤)، والبخاري (٣٢٠٩)، ومسلم (٢٦٣٧) (١٥٧)، والترمذي (٣١٦١).

[٢٥٦٦] وعنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ قَالَ: الأَروَاحُ أَجنَادٌ مُجَنَّدَةٌ، فَمَا تَعَارَفَ مِنهَا ائتَلَفَ، وَمَا تَنَاكَرَ مِنهَا اختَلَفَ.

ــ

و(قوله: ثم يوضع له القبول في الأرض) يعني بالقبول: محبة قلوب أهل الدين والخير له، والرضا به، والسرور بلقائه، واستطابة ذكره في حال غيبته، كما أجرى الله تعالى عادته بذلك في حق الصالحين من سلف هذه الأمة ومشاهير الأئمة. والقول في البغض على النقيض من القول في الحب.

و(قوله: الأرواح أجناد مجندة). قد تقدَّم القول في الروح والنفس في كتاب الطهارة. ومعنى أجناد مجندة: أصناف مصنفة. وقيل: أجناس مختلفة. ويعني بذلك أن الأرواح وإن اتفقت في كونها أرواحا؛ فإنَّها تتمايز (١) بأمور وأحوال مختلفة تتنوع بها فتتشاكل أشخاص النوع الواحد، وتتناسب بسبب ما اجتمعت فيه من المعنى الخاص لذلك النوع للمناسبة، ولذلك نشاهد (٢) أشخاص كل نوع تألف نوعها، وتنفر من مخالفها، ثمَّ إنا نجد بعض أشخاص النوع الواحد تتآلف، وبعضها تتنافر، وذلك بحسب أمور تتشاكل فيها، وأمور تتباعد فيها،


(١) في (ز): تتباين.
(٢) في (م ٤): نجد.

<<  <  ج: ص:  >  >>