و(قوله - صلى الله عليه وسلم - لأبي بكر رضي الله عنه: لئن كنتَ أغضبتهم لقد أغضبتَ ربَّك، يدلُّ على رفعة منازل هؤلاء المذكورين عند الله تعالى، ويُستفاد منه احترامُ الصالحين، واتِّقاءُ ما يغضبهم، أو يُؤذيهم.
(٧٠) ومن باب: فضائل الأنصار - رضي الله عنهم -
(قوله تعالى:{إِذ هَمَّت طَائِفَتَانِ مِنكُم أَن تَفشَلا} يعني بذلك: يوم أحُدٍ، وذلك: أنه لمَّا خرج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ للقاء المشركين رجع عنه عبد الله بن أبي بجمع كثيرٍ فشلًا عن الحرب ونكولًا، وإسلامًا للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأصحابه للعدو، وهمَّت بنو سلمة، وبنو حارثة بالرُّجوع، فحماهم اللهُ تعالى من ذلك، مما يضرُّهم من قبل ذلك، وعظيم إثمه، فلحقوا بالنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وبالمسلمين إلى أن شاهدوا الحرب، وكان من أمر أحُد ما قد ذكر.