للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[(١٧) باب ما يقال عند صراخ الديكة ونهيق الحمير]

[٢٦٥٨] عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا سمعتم صياح الديكة فاسألوا الله من فضله، فإنها رأت ملكا، وإذا سمعتم نهيق الحمير فتعوذوا بالله من الشيطان، فإنها رأت شيطانا.

ــ

قلت: وهذا الكلام حسن، وتتميمه أن ذلك إنما كان لنكتتين:

إحداهما: كرم المثنى عليه، فإنه إذا اكتفى بالثناء عن السؤال دل ذلك على سهولة البذل عليه، والمبالغة في كرم الحق.

وثانيهما: أن المثني لما آثر الثناء، الذي هو حق المثنى عليه على حق نفسه الذي هو حاجته، بودر إلى قضاء حاجته من غير إحواج إلى إظهار مذلة السؤال؛ مجازاة له على ذلك الإيثار، والله تعالى أعلم.

ومما قد جاء منصوصا عليه وسمي دعاء، وإن لم يكن فيه دعاء ولا طلب، ما أخرجه النسائي من حديث سعد بن أبي وقاص، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دعوة ذي النون إذ دعا بها في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، فإنه لن يدعو بها مسلم في شيء إلا استجيب له (١).

ومعنى إذا حزبه أمر، أي أصابه ودهمه، وهو بالحاء المهملة وبالزاي، وبالباء المعجمة بواحدة.

[(١٧) ومن باب: ما يقال عند صراخ الديكة ونهيق الحمير] (٢)

(قوله: إذا سمعتم صياح الديكة فاسألوا الله من فضله، فإنها رأت ملكا) هذا يدل على أن الله تعالى خلق للديكة إدراكا تدرك به الملائكة، كما خلق


(١) رواه النسائي في الكبرى (١٠٤٩٢).
(٢) هذا العنوان لم يرد في المفهم، واستدركناه من التلخيص.

<<  <  ج: ص:  >  >>