أن يكون من التعريس؛ لأن الرواية بتخفيف العين والراء؛ ولأن التعريس إنما هو: النزول من آخر الليل، كما تقدَّم. ويناقضه قوله:(يظلُّون ويروحون) فإنهما إنما يقالان على عمل النهار، والله تعالى أعلم.
(٢٠) ومن باب: الاختلاف في أيّ أنواع الإحرام أفضل
قد تقدَّم أن أنواع الإحرام ثلاثة: إفراد، وقران، وتمتع، وأنها مجمع عليها. وإنما الخلاف في الأفضل منها. واختلف المتأولون في هذه المتعة التي اختلف فيها عثمان وعلي رضي الله عنهما: هل هي فسخ الحج في العمرة، وهي التي يجمع فيها بين حجّ وعمرة في عمل واحد، وسفر واحد؟ فمن قال بالأول صرف خلافهما إلى: أن عثمان كان يراها خاصَّة بمن كان مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في حجة الوداع. وكان عليّ لا يرى خصوصيتهم في ذلك.
ويستدلُّ على هذا بقول عثمان:(أجل؛ ولكنا كنا خائفين) أي: من فسخ الحج في العمرة، فإنه على خلاف الإتمام الذي