(٣) ومن باب عصمة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مِمَّن يريد قتله
(قوله: غزونا مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ غزوة قبل نجد)، النجد: المرتفع من الأرض، والغور: المنخفض منها، هذا أصلها، ثم قد صارا بحكم العرف اسمين لجهتين مخصوصتين معروفتين. وصحيح الرواية ومشهورها: نجد، ووقع للعذري: أحد.
و(قوله: فأدركنا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في وادي كثير العضاه) هذا اللفظ ذكري فيه: أدركَنَا - بفتح الكاف - رسولُ اللهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالرفع على الفاعل، وعليه فيكونون قد تقدموه للوادي لمصلحة من مصالحهم ككونهم طليعة، أو صيانة للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مما يخشى عليه، وغير ذلك. ويحتمل أن يقيد: فأدركنَا رسولَ اللهِ - بسكون الكاف، ونصب رسول على المفعول، فيكون فيه ما يدلُّ على شجاعة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، ويكون كنحو ما اتفق له لما وقع الفزع بالمدينة، فركب فرسًا، فسبقهم، فاستبرأ الخبر، ثم رجع، فلقي أصحابه خروجًا، فقال لهم: لم تراعوا (١).
والعضاه: كل شجر من شجر البادية له شوك.
(١) رواه أحمد (٣/ ١٧١ و ١٨٠)، والبخاري (٢٦٢٧ و ٢٨٢٠)، ومسلم (٢٣٠٧) (٤٩)، وأبو داود (٤٩٨٨)، والترمذي (١٦٨٥).