للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

تَحتَ شَجَرَةٍ، فَعَلَّقَ سَيفَهُ بِغُصنٍ مِن أَغصَانِهَا، قَالَ: وَتَفَرَّقَ النَّاسُ فِي الوَادِي يَستَظِلُّونَ بِالشَّجَرِ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ رَجُلًا أَتَانِي وَأَنَا نَائِمٌ فَأَخَذَ السَّيفَ، فَاستَيقَظتُ وَهُوَ قَائِمٌ عَلَى رَأسِي، فَلَم أَشعُر إِلَّا وَالسَّيفُ صَلتً فِي يَدِهِ، فَقَالَ لِي: مَن يَمنَعُكَ مِنِّي؟ قَالَ: قُلتُ: اللَّهُ، ثُمَّ قَالَ فِي

ــ

و(قوله: فتفرَّق الناس في الوادي يستظلُّون) فيه جواز افتراق العسكر في النزول إذا أمنوا على أنفسهم، وكأنهم قد أجهدهم التعب والحر، فقالوا (١) مستظلين بالشجر.

و(قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: إن رجلًا أتاني وأنا نائم فأخذ السَّيف) هذا يدلّ: على أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان في هذا الوقت لا يحرسه أحدٌ من الناس، بخلاف ما كان عليه في أول أمره، فإنَّه كان يُحرس حتى أنزل الله تعالى عليه: {وَاللَّهُ يَعصِمُكَ مِنَ النَّاسِ}، فقال لمن كان يحرسه [من الناس] (٢): اذهبوا فإنَّ الله قد عصمني من الناس (٣). فمن ذلك الوقت لم يحرسه أحدٌ منهم، ثقة منه بوعد الله، وتوكلًا عليه.

وفيه: جواز نوم المسافر إذا أمن على نفسه، وأما مع الخوف، فالواجب: التحرز والحذر.

و(قوله: فاستيقظت وهو قائمٌ على رأسي والسيف صَلتٌ في يده) روي برفع صلت ونصبه. فمن رفعه جعله خبر المبتدأ، الذي هو السيف، وفي يده متعلّق به. ومن نصبه، جعل الخبر في المجرور، ونصبت صَلتًا على الحال، أي: مُصلتًا. وهو المجرَّد من غمده. والمشهور بفتح الصاد (٤) من: صَلَتَ. وذكر القتبي: أنها تكسر في لغة.

و(قول الرجل للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: من يمنعك مني؟ ) استفهام مشرب بالنفي، كأنه


(١) من القيلولة.
(٢) ما بين حاصرتين زيادة من (ج ٢).
(٣) رواه الترمذي (٣٠٤٦) وقال: غريب.
(٤) في (ع) و (ز) و (م ٢) و (م ٣): اللام، والمثبت من (ج ٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>