للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الثَّانِيَةِ: مَن يَمنَعُكَ مِنِّي؟ قَالَ: قُلتُ: اللَّهُ، قَالَ: فَشَامَ السَّيفَ فَهَا هُوَ ذَا جَالِسٌ. ثُمَّ لَم يَعرِض لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ.

رواه أحمد (٣/ ٣١١)، والبخاريُّ (٢٩١٠)، ومسلم (٨٤٣) في الفضائل (١٣).

* * *

ــ

قال: لا مانع لك مني! فلم يبال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بقوله، ولا عرَّج عليه، ثقة منه بوعد الله وتوكلًا عليه، وعلمًا منه بأنه ليس في الوجود فعل إلا لله تعالى، فإنَّه أعلم الناس بالله تعالى وأشدُّهم له خشية. فأجابه بقوله: الله! ثانية، وثالثة، فلما سمع الرَّجُل ذلك، وشاهد تلك القوة التي فارق بها عادة الناس في مثل تلك الحال، تحقق صدقه، وعلم: أنه لا يصل إليه بضرر.

وهذا من أعظم الخوارق للعادة، فإنَّه عدوٌّ، متمكِّن، بيده سيفٌ شاهرٌ، وموتٌ حاضرٌ، ولا حال تغيّرت، ولا روعة حصلت. هذا محال في العادات، فوقوعه من أبلغ الكرامات، ومع اقتران التحدِّي به يكون من أوضح المعجزات.

و(قوله: فشام السَّيف) أي: أغمده [هنا، وهو من الأضداد. يقال: شام السيف: جرَّده، وشامه: أغمده] (١).

و(قوله: فها هو ذا جالس) هكذا وجدته [بخط شيخنا أبي الصَّبر أيوب في نسخته، ووجدته] (٢) في نسخة أخرى: فشام السيف، ها هو ذا هو جالس بإسقاط الفاء، وزيادة هو، والأول أحسن، لأنَّ الفاء رابطة، وهو لا يحتاج إليها، فهي زائدة. ومعنى هذا الكلام أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ نبَّه على ذلك الرجل، وأخبر عنه، وأشار


(١) ما بين حاصرتين سقط من (ج ٢).
(٢) ما بين حاصرتين سقط من (ج ٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>