بالشعر العربي، والأمثال، والحِكَم، ومن خلال ذِكْره لأسماءِ كتبِ لم تصلنا، فيُعَدُّ كتابُ "المفهم" حافظًا لما عَدَا عليه الزَّمن، وأتلفه الأعداء من تراثنا العربيِّ والإسلامي.
• تفرّده في تدوين فوائد الأحاديث:
" المفهم" مرجعٌ غنيٌّ ومهمٌّ في التقاط ما يُستفاد من الأحاديث الواردة في صحيح مسلم، حيث أدلى القرطبي دلوه في هذا المجال، بعبارةٍ رصينةٍ موجزةٍ، تُعطي المدلولَ، وتؤدّي المعنى؛ ممَّا يدلُّ على فَهْم واضحٍ وعميقٍ لروح الشريعة الإسلامية، ومقاصد الشارع الحكيم.
[• أسبقيته في حل الأحاديث المشكلة]
يُعتبر كتابُ "المفهم" خيرَ كتابٍ، في حل الأحاديث المشكِلة في صحيح مسلم، وإزالة ما بينها من تعارضٍ في الظاهر، أو تناقضٍ في الحُكْم يبدو لأول وهلة.
• إنصافه في عَرْض الآراء المذهبية:
يعرضُ القرطبي الخلافات المذهبية، والآراء الاجتهادية، في فروع الشريعة، ويبرز مذهبَ الإمام مالك، ويُفصِّل فيه، وقد يكونُ له رأي مُتفرِّد.
وقد اتَّسم القرطبي برحابة الصَّدْر، وسعة الأفق الفكري، فلم يتعصَّبْ لمذهبه المالكي، لكنه عارَضَ بشدَّة أهلَ البِدَع والأباطيل، وبيَّن بُعْدَهم عن الشريعة، وغلوَّهم فيما يذهبون إليه.
• لماذا هذه الطبعة؟ وما فائدتها؟ :
أصبح نَشْرُ "التلخيص" و "المفهم" واجبًا لا بُدَّ منه، بعد أن تمَّ اكتشافُ مخطوطاتهما المتناثرة في أنحاء العالم، والتي يكمِّل بعضُها بعضًا، وكان تحقيقُ هذا الأمر حُلُمًا في الماضي، وسيصبحُ - بإذن الله تعالى - في طبعتنا هذه حقيقةً واقعةً، ينالُها كل طالب علم، ومحقق وباحث في عالم المعرفة والتراث.