(السقاية): مصدر كالسِعاية والحِماية، وهو على الحذف؛ أي: أجعلتم صاحبَ سقاية الحاج مثل مَن آمَنَ بالله، وجاهَدَ في سبيله؛ ويصح أن يقدَّر الحذفُ في:(مَن آمَنَ)؛ أي: أجعلتم عمل سقي الحاج كعمل مَن آمن؟ . و (الحَاجِّ): اسم جنس الحُجّاج. و (عِمَارَةَ المَسجِدِ الحَرَامِ): معاهدته، والقيام بمصالحه.
وظاهِرُ هذه الآية أنَّها مبطلة قولَ من افتخر من المشركين بسقاية الحاجّ وعمارة المسجد الحرام، كما ذكره السُّدِّي. قال: افتخر عباسٌ بالسقاية، وشيبة بالعمارة، وعلي بالإسلام والجهاد، فصدَّق اللهُ عليًّا وكذبهما، وهذا واضح. وأما حديث النعمان هذا فمشكل على مساق الآية، فإنه يقتضي أنها إنما نزلت عند اختلافِ المسلمين في الأفضل من هذه الأعمال، وحينئذ لا يصلحُ أن يكون قولُه تعالى:{أَجَعَلتُم سِقَايَةَ الحَاجِّ وَعِمَارَةَ المَسجِدِ الحَرَامِ كَمَن آمَنَ بِاللَّهِ وَاليَومِ الآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا يَستَوُونَ عِندَ اللَّهِ}؛ نزل جوابًا لذلك (١)، فإن أولئك