[(٦) باب يذكر الله تعالى بوقار وتعظيم وفضل لا حول ولا قوة إلا بالله]
[٢٦٢٤] عن أبي موسى، قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر - وفي رواية: في غزاة - فَجَعَلَ النَّاسُ يَجهَرُونَ بِالتَّكبِيرِ.
وفي رواية: فجعل رجل كلما علا ثنية نادى: لا إله إلا الله والله أكبر، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: يا أَيُّهَا النَّاسُ اربَعُوا عَلَى أَنفُسِكُم؛ إِنَّكُم لَسَتم تَدعُونَ أَصَمَّ وَلَا غَائِبًا، إِنَّكُم تَدعُونَ سَمِيعًا قَرِيبًا، وَهُوَ مَعَكُم، قَالَ: وَأَنَا خَلفَهُ وَأَنَا أَقُولُ: لَا حَولَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، فَقَالَ: يَا عَبدَ اللَّهِ بنَ قَيسٍ أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى كَنزٍ مِن كُنُوزِ الجَنَّةِ؟ فَقُلتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: قُل: لَا حَولَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ.
ــ
[(٦) ومن باب: يذكر الله تعالى بوقار وتعظيم، وفضل لا حول ولا قوة إلا بالله] (١).
(قوله صلى الله عليه وسلم: أيها الناس اربعوا على أنفسكم، إنكم لستم تدعون أصم ولا غائبا) أي: ارفقوا. يقال: ربع الرجل يربع: إذا وقف وتحبس، ومنه قولهم: اربع على ضلعك، أي: ارفق بنفسك. وإنما قال: لستم تدعون أصم ولا غائبا لأنهم رفعوا أصواتهم كما ترفع لمن كان أصم أو غائبا. ثم قال: تدعون سميعا قريبا، وهو معكم. ثم مثل لهم بما بين أيديهم فيما يحسونه ويدركونه، فقال: تدعونه أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته؟ فهذه معية وقرب بالاطلاع والمشاهدة، لا بالمكان والزمان.
(١) هذا العنوان لم يردْ في نسخ المفهم، واستدركناه من التلخيص.