[٢٨٩٠] عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقبض الله تبارك وتعالى الأرض يوم القيامة ويطوي السماء بيمينه، ثم يقول: أنا الملك! أين ملوك الأرض؟
رواه البخاريُّ (٤٨١٢)، ومسلم (٢٧٨٧)، ولم يذكره المؤلف في التلخيص، وقد شرح ما أشكل فيه في المفهم.
ــ
القول. وفردا: وحيدا مسلوبا لا نصير له ولا مجير.
[(١٤) ومن سورة الأنبياء]
(قوله يقبض الله تبارك وتعالى) في هذه الرواية، وفي الرواية الأخرى يطوي، وفي الثالثة يأخذ، هذا الاختلاف يدلّ على أنَّه نقل بالمعنى وأن اللفظ الذي قاله النبي صلى الله عليه وسلم لم يتعين، وحاصل مدلول هذه الألفاظ أنه تعالى يفعل في السماوات والأرض فعلا وهو أنه يقبض مبسوطهما ويطمس أنوارهما، فعبر عن ذلك بعبارات مختلفة كالطي والتكوير وغير ذلك مما في معناه مما جاء في الكتاب. وقد تقدَّم أن اليد تطلق في اللسان على القدرة والنعمة، والمراد بها هنا القدرة، وكذلك الإصبع، وسيأتي تكميل هذا المعنى في الزمر.
و(قوله تعالى: {كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلكُتُبِ})، اختلف المفسرون في السجل؛ فقال يزيد: هو اسم كاتب النبي صلى الله عليه وسلم. وقال ابن عباس: السجل بلغة الحبش الرجل. وقد روى ذلك أبو داود من حديث أبي الجوزاء عن ابن عباس قال: كان للنبي صلى الله عليه وسلم كاتب يسمى السجل (١). وهو قوله:{يَومَ نَطوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلكُتُبِ}.