[٨٤٥]- عَن أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: لا يَتَمَنَّيَنَّ أَحَدُكُمُ المَوتَ لِضُرٍّ نَزَلَ بِهِ، فَإِن كَانَ لا بُدَّ مُتَمَنِّيًا فَليَقُلِ: اللهُمَّ أَحيِنِي مَا كَانَتِ الحَيَاةُ خَيرًا لِي، وَتَوَفَّنِي إِذَا كَانَتِ الوَفَاةُ خَيرًا لِي.
رواه أحمد (٣/ ٢٨١)، والبخاري (٦٣٥١)، ومسلم (٢٦٨٠)(١٠)،
وأبو داود (٣١٠٩)، والترمذي (٢٩٧١)، والنسائي (٤/ ٣)، وابن ماجه (٤٢٦٥).
[٨٤٦]- وَعَن أَبِي هُرَيرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: لا يَتَمَنَّى أَحَدُكُمُ
ــ
لسانيّ علم النبي - صلى الله عليه وسلم أنه لا يقع ولا ينفع، وغايته لو وقع تطييب قلوب بعض الأحياء من قرابات المستغفر لهم، فانفصل المنهي عنه من المخيّر فيه وارتفع الإشكال، والحمد لله.
(٢١) ومن باب: النهي عن تمني الموت لضرٍّ نزل به
قوله صلى الله عليه وسلم لا يتمنَّيَنَّ أحدُكم الموتَ لضرٍّ نزل به، إنما نهي عن تمني الموت لأجل الضر؛ لأن ذلك دليل على الضجر والتسخط بالمقدور وعدم الصبر والرضا، هذا مقصود هذا الحديث، وأما حديث أبي هريرة ففيه النهي عن تَمنِّي الموت مطلقًا لضرٍّ ولغير ضرٍّ، ألا ترى أنه علّل النهيَ بانقطاع العمر؟ فهذان الحديثان يفيدان مقصودين مختلفين لا يحمل أحدهما على الآخر.
وقوله فإن كان لا بدّ متمنيًا فليقل: اللهم أحيِنِي ما كانت الحياة خيرًا لي، في هذا الحديث دليل على استعمال التفويض وسؤال الخيرة، حتى فيما لا بدّ منه وهو الموت، وقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعلمهم الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمهم السورة من القرآن، فإذا تمنى الموت وجزم به كان قد اختار لنفسه