د - وهو عالم غيور، ومؤمنٌ صادق، يُعيدُ برأيه الشديد كلَّ من حادَ عن الجادة أو جانبَ الصواب، فيقول:"مهما كنتَ لاعبًا بشيء فإيَّاك أن تلعبَ بدينك".
ويستهجنُ، بل ويُسخِّف بكل رأي مخالف ومتهافت كقول الحريري في تسويغ التسوُّل والإلحاح فيه قياسًا على سؤال موسى عليه السّلام والخضر طعام الضيافة من أهل القرية؛ عندما يقول:
فإنْ رُدِدْتَ فما بالردِّ مَنْقَصَةٌ ... عليكَ قد رُدَّ موسى قبلُ والخضِرُ
ويردُّ بالحجج المتلاحقة على من فضَّل الخَضِر على موسى عليه السلام.
وأمثال هذه المواقف الشجاعة كثيرة النظائر؛ اكتفينا بإيراد بعضها لئلا نُطيل.
[٥ - شيوخه وتلاميذه]
أ - شيوخه:
١ - أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن حفص اليحصبي، وصفَه القرطبي: بالشيخ الفقيه القاضي المحدث الثقة الثبت. قرأ عليه "صحيح مسلم"، والشيخ يُمسك أصله نحو المرتين بقرطبة، في مدة آخرها شعبان سنة ٦٠٧ هـ.
٢ - أبو محمد عبد الله بن سليمان بن داود بن حوط الله، المتوفى سنة ٦١٢ هـ، وصفه بالشيخ الفقيه القاضي الأعدل، العلم الأعلم. وروى عنه "صحيح مسلم"، قراءة عليه، وسماعًا لكثير منه، وإجازة لسائره، وذلك بقرطبة في مدة آخرها سنة ٦١٢ هـ. ثم سمع منه بتلمسان.