للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[(٣٥) باب في التثاؤب وكظمه]

[٢٥٥٠] عَن أَبِي هُرَيرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ قَالَ: التَّثَاؤُبُ مِن الشَّيطَانِ،

ــ

تنبيه: ينبغي للعاطس تغطية وجهه في حال عطاسه، وأن يخفض صوته به؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كذلك كان يفعل، ولأن تغطية الوجه ستر لما يغير العطاس من الوجه والهيئة، ولأن إعلاء الصوت عندها مباعد للأدب والوقار (١).

و(قوله: التثاؤب من الشيطان) التثاؤب: مصدر تثاءب مهموزا ممدودا، ولا يقال بالواو، ومضارعه: يتثاءب، والاسم: الثُّؤَباء، كل ذلك بالهمز. قال ابن دريد: أصله من: ثاب الرجل، فهو مثوب: إذا استرخى وكسل، ونسبته للشيطان، لأنَّه يصدر عن تكسيله، فإنَّه قل أن يصدر ذلك مع النشاط. وقيل: نسب إليه؛ لأنَّه يرتضيه.

وفي البخاري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله يحب العطاس، ويكره التثاؤب، فإذا عطس أحدكم. . . الحديث (٢)، كما تقدم. قال: وأما التثاؤب فإنما هو من الشيطان، فإذا تثاءب أحدكم فليرده ما استطاع، فإنَّ أحدكم إذا تثاءب ضحك الشيطان منه. وهذا يشعر بصحَّة التأويل الثاني، فإنَّ ضحك الشيطان منه سخرية به، لأنَّه صدر عنه التثاؤب الذي يكون عن الكسل، وذلك كله يرضيه، لأنَّه يجد به طريقا إلى التكسيل عن الخيرات والعبادات، ولذلك جاء في بعض طرق هذا الحديث: التثاؤب في الصلاة من الشيطان (٣)، لأنَّ ذلك يدل


(١) ولثلا يتناثر منه شيءٌ بسبب العطاس فيؤذي مَن حوله.
(٢) رواه البخاري (٦٢٢٣).
(٣) رواه الترمذي (٣٧٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>