للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[(١٣) باب ما ذكر من أن ابن صياد: الدجال]

[٢٨٢٤] عَن أَبِي سَعِيدٍ الخُدرِيِّ قَالَ: خَرَجنَا حُجَّاجًا - أَو: عُمَّارًا - وَمَعَنَا ابنُ صَائِدٍ، قَالَ: فَنَزَلنَا مَنزِلًا فَتَفَرَّقَ النَّاسُ وَبَقِيتُ أَنَا وَهُوَ، فَاستَوحَشتُ مِنهُ وَحشَةً شَدِيدَةً مِمَّا يُقَالُ عَلَيهِ، قَالَ: وَجَاءَ بِمَتَاعِهِ فَوَضَعَهُ مَعَ مَتَاعِي، فَقُلتُ: إِنَّ الحَرَّ شَدِيدٌ فَلَو وَضَعتَهُ تَحتَ تِلكَ الشَّجَرَةِ، قَالَ: فَفَعَلَ، قَالَ: فَرُفِعَت لَنَا غَنَمٌ فَانطَلَقَ فَجَاءَ بِعُسٍّ، فَقَالَ: اشرَب أَبَا سَعِيدٍ، فَقُلتُ: إِنَّ الحَرَّ شَدِيدٌ وَاللَّبَنُ حَارٌّ، مَا بِي إِلَّا أَنِّي أَكرَهُ أَن أَشرَبَ عَن يَدِهِ - أَو قَالَ: آخُذه عَن يَدِهِ - فَقَالَ: أَبَا سَعِيدٍ لَقَد هَمَمتُ أَن آخُذَ حَبلًا فَأُعَلِّقَهُ بِشَجَرَةٍ ثُمَّ أَختَنِقَ مِمَّا يَقُولُ لِي النَّاسُ، يَا أَبَا سَعِيدٍ مَن خَفِيَ عَلَيهِ حَدِيثُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ مَا خَفِيَ عَلَيكُم مَعشَرَ الأَنصَارِ، أَلَستَ مِن أَعلَمِ النَّاسِ بِحَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ؟ أَلَيسَ قَد قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: هُوَ كَافِرٌ، وَأَنَا مُسلِمٌ؟ أَوَلَيسَ قَد قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: هُوَ عَقِيمٌ لَا يُولَدُ لَهُ، وَقَد تَرَكتُ وَلَدِي بِالمَدِينَةِ؟ أَوَلَيسَ قَد قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: لَا يَدخُلُ المَدِينَةَ

ــ

(١٣) ومن باب: ما ذكر في ابن صياد

ويقال: ابن صائد، واسمه صاف، وكل ذلك في الحديث. قال الواقدي: نسبه في بني النجار، وقيل: هو من اليهود، وكانوا حلفاء بني النجار، وكانت حاله في صغره حالة الكهان، يصدق مرة ويكذب مرارا، ثم إنه أسلم لما كبر، وظهرت منه علامة الخير من الحج والجهاد مع المسلمين، ثم ظهرت منه أحوال، وسمعت منه أقوال، تشعر بأنه الدجال، وبأنه كافر، كما يأتي في تفاصيل أحاديثه، فقيل: إنه تاب ومات بالمدينة، ووقف على عينه هناك، وقيل: بل فقد في يوم الحرة، ولم يوقف عليه، وكان جابر وابن عمر - رضي الله عنهم - يحلفان أنه الدجال،

<<  <  ج: ص:  >  >>