[٢٨٤٤] عن جابر، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب، ولكن في التحريش بينهم.
رواه أحمد (٣/ ٣١٣)، ومسلم (٢٨١٢)، والترمذي (١٩٣٨).
[٢٨٤٥] وعنه، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إن عرش إبليس على البحر، فيبعث سراياه يفتنون الناس، فأعظمهم عنده أعظمهم فتنة.
وفي أخرى: إن إبليس يضع عرشه على الماء، ثم يبعث سراياه،
ــ
و(قوله: إن الشيطان قد يئس من أن يعبده المصلون في جزيرة العرب) يعني - والله أعلم - أن المسلمين في جزيرة العرب ما أقاموا الصلاة فيها وأظهروها، لم يظهر فيها طائفة يرتدون عن الإسلام إلى عبادة الطواغيت والأوثان، فإذا تركوا الصلاة وذهب عنهم اسم المصلين، فإذ ذلك يكونون شرار الخلق، وهذا إنما يتم إذا قبض الله تعالى المؤمنين بالريح الباردة المذكورة في حديث عبد الله بن عمرو، رضي الله عنهما. وحينئذ يتمثل لهم الشيطان فيقول لهم: ألا تستجيبون؟ فيقولون: فماذا تأمرنا؟ فيأمرهم بعبادة الأوثان، وحينئذ تضطرب أليات دوس حول ذي الخلصة، وتعبد اللات والعزى. والله أعلم، وقد تقدَّم القول في جزيرة العرب.
و(قوله: ولكن في التحريش بينهم) أي: في الخلاف والشرور والعداوة والبغضاء بينهم، حتى تكون من ذلك أمثال تلك الفتن العظيمة والخطوب الجسيمة.
و(قوله: إن عرش إبليس على البحر) أي سريره، يفعل ذلك تكبرا على جنوده وأحزابه، وهذا هو العرش الذي رآه ابن صياد، كما تقدَّم. وأصل العرش: