[٢٩١٥] عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من يصعد الثنية، ثنية المرار، فإنه يُحَط عنه ما حُط عن بني إسرائيل.
ــ
فظهر له أن المهاجرين والأنصار استحقوا الفيء بأنهم مهاجرون وأنصار من غير قيد زائد على ذلك، وأن مَن جاء بعدهم قُيِّدوا بقيد:{يَقُولُونَ رَبَّنَا اغفِر لَنَا وَلإِخوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ} فإنَّ لم يوجد هذا القيد لم يجُز الإعطاء لعدم تمام الموجب. وقد فهم عمر - رضي الله عنه - أن قوله:{وَالَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعدِهِم} يعم كل من يأتي إلى يوم القيامة، وأنها معطوفة على ما قبلها، فوقف الأرض المغنومة المفتتحة في زمانه على من يأتي بعد إلى يوم القيامة، وخصص بهذه الآية الأرض من جملة الغنيمة التي قال الله فيها:{وَاعلَمُوا أَنَّمَا غَنِمتُم مِن شَيءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ} وقد تقدَّم الكلام على هذا في الجهاد.
[(٢٨) ومن سورة المنافقين]
(قوله: من يتسور ثنية المرار) يتسور: يعلو. وتسورت الجدار: علوته، وفي الرواية الأخرى: من يصعد وهذا واضح، والثنية: الطريق في الجبل. والمُرار - بضم الميم -: وهي ثنية معروفة وعرة المرتقى، فحث النبي صلى الله عليه وسلم على صعودها، ولعل ذلك للحراسة.
و(قوله: حط عنه ما حط عن بني إسرائيل) أي: غُفرت خطاياه كما وُعد بنو إسرائيل حين قيل لهم: {وَادخُلُوا البَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغفِر لَكُم خَطَايَاكُم} يعني بذلك: أن من صعد تلك الثنية غُفرت خطاياه كما كانت خطايا بني إسرائيل تحط وتغفر لو فعلوا ما أُمروا به من الدخول، وقول الحطة، لكنهم لم يفعلوا ما أمروا به بل تمردوا واستهزؤوا، فدخلوا يزحفون على أستاههم، وقالوا