[(٣) باب المبالغة في بر الوالدين عند الكبر وبر أهل ودهما]
[٢٤٥٨] عَن أَبِي هُرَيرَةَ قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: رَغِمَ أَنفُه ثُمَّ رَغِمَ أَنفُه ثُمَّ رَغِمَ أَنفُه، قِيلَ: مَن يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: مَن أَدرَكَ والديه
ــ
(٣) ومن باب: المبالغة في بر الوالدين
(قوله: رغم أنفه، ثم رغم أنفه، ثم رغم أنفه) يقال: بكسر الغين وفتحها، لغتان. رغم: بفتح الراء وكسرها وضمها، ومعناه: لصق بالرغام - بفتح الراء -: وهو التراب، وأرغم الله أنفه، أي: ألصقه به، وهذا من النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ دعاء مؤكد على من قصر في بر أبويه، ويحتمل وجهين:
أحدهما: أن يكون معناه: [صرعه الله لأنفه فأهلكه، وهذا إنما يكون في حق من لم يقم بما يجب عليه من برهما.
وثانيهما: أن يكون معناه] (١): أذله الله، لأنَّ من ألصق أنفه -الذي هو أشرف أعضاء الوجه - بالتراب - الذي هو موطئ الأقدام وأخس الأشياء - فقد انتهى من الذل إلى الغاية القصوى، وهذا يصلح أن يدعى به على من فرط في متأكدات المندوبات، ويصلح لمن فرط في الواجبات، وهو الظاهر، وتخصيصه عند الكبر بالذكر - وإن كان برهما واجبا على كل حال - إنما كان ذلك لشدة حاجتهما إليه، ولضعفهما عن القيام بكثير من مصالحهما، وليبادر الولد اغتنام فرصة برهما؟ لئلا تفوته بموتهما، فيندم على ذلك.