للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[(٧٣) باب فضل مزينة وجهينة وأشجع وبني عبد الله]

[٢٤٢٥] عَن أَبِي أَيُّوبَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: الأَنصَارُ

ــ

(٧٣ و ٧٤ و ٧٥) ومن باب: فضائل مزينة، وجهينة، وأشجع وبني عبد الله (١)

هؤلاء القبائل، وأسلم، وغفار، ومَن كان نحوهم، كانوا بالجاهلية خاملين، لم يكونوا من ساداتِ العرب، ولا مِن رؤسائها كما كانت بنو تميم، وبنو عامر، [وبنو أسدٍ، وغطفان، ألا ترى قول الأقرع بن حابس للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: إنما بايعك سُرَّاق الحجيج من أسلم، وغفار، ومزينة] (٢) وجهينة، لكن هؤلاء القبائل سبقوا للإسلام، وحَسُن بلاؤهم فيه، فشرَّفهم اللهُ تعالى به، وفضَّلهم على مَن ليس بمؤمن من سادات العرب بالإسلام، وعلى من تأخر إسلامُه بالسَّبق، كما شرَّف بلالًا، وعمارًا، وصُهيبًا، وسلمان على صناديد قريش، وعلى أبي سفيان ومعاوية وغيرهم من المؤلفة قلوبُهم كما تقدَّم، فأعز اللهُ بالإسلام الأذلاء، وأذلَّ به الأعزاءَ بحكمته الإلهية، وقسمته الأزلية {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ المُلكِ تُؤتِي المُلكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ المُلكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ بِيَدِكَ الخَيرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ} وعلى هذا فقولُه ـ صلى الله عليه وسلم ـ: مزينة، وجهينة، وغفار، وأشجع، ومن كان من بني عبد الله مواليَّ دون الناس جَبرٌ لهم من كَسرهم، وتنويه بهم من خمولهم، وتفخيم لأمر الإسلام وأهلِه، وتحقير لأهل الشرك، ولمن دخل في الإسلام ولم يُخلِص فيه، كالأقرع بن حابس، وغيره ممن كان على مثل حاله، وهذا التَفضيلُ،


(١) شرح الشيخ القرطبي -رحمه الله- تحت هذا العنوان: هذا الباب، والبابين التاليين بعده، وهما: باب: ما ذكر في طيء ودوس، وباب: ما ذكر في بني تميم.
(٢) ما بين حاصرتين سقط من (ع).

<<  <  ج: ص:  >  >>