والتنويه إنما ورد جوابًا لمن احتقر هذه القبائل بعد إسلامها، وتمسك بفخر الجاهلية وطغيانها، فحيث ورد تفضيل هذه القبائل مطلقًا فإنَّه محمول على أنهم أفضل من هذه القبائل المذكورين معهم، في محاورة الأقرع، وهو آخر حديث ذكرناه، فإنَّه مفسَّر لما تقدَّم، ومقيَّد له.
و(قوله: موالي دون الناس) يعني: أنا الذي أنصرهم، وأتولى أمورهم كلها، فلا ينبغي لهم أن يلجؤوا بشيء من أمورهم إلى أحد غيري من الناس، وهذا كما قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الحديث الآخر: أنا أولى بكل مؤمن من نفسه، من ترك مالًا فلورثته، ومن ترك دينًا أو ضياعًا فعلي وإليَّ (١).
و(قوله: والله ورسوله مولاهم) كذا الرواية بتوحيد مولاهم، وهذا نحو
(١) رواه أحمد (٣/ ٣١٠)، ومسلم (٨٦٧) (٤٤ و ٤٥)، والنسائي (٣/ ١٨٨)، وابن ماجه (٤٥).