ثمة فوائد كثيرة لهذا الكتاب، نُجمل فيما يأتي أهمَّها:
[• مكانته في شرح صحيح مسلم]
يُعَدُّ كتابُ المفهم" - تجوّزًا - شرحًا واضحًا، ذا أهمية بالغة لصحيح الإمام مسلم، فهو حلقةُ وصل لا بُدَّ منها بين المازري والقاضي عياض من جهة، وبين مَن جاء بعد أبي العباس القرطبي كالأبي والسنوسي.
ذلك أن المازري - رحمه الله - شَرَح صحيح مسلم بكتابه "المعلم" شرحًا مختصرًا، أكمله القاضي عياض بأوسع منه، لكنه لم يصلنا. ووَصَفَهُ العلماء بأنه عمدةٌ في بابه، ويحتوي على عبارات غامضة مستغلقة في المعنى كما أشار إلى ذلك الأُبِّي نقلًا عن شيخه ابن عرفة (١). وجاء الإمام القرطبي، واستفاد من سابقَيْه، وأدلى بالجديد بعبارةٍ مفهومة سلسلة من باب ما يُوصف بالسهل الممتنع.
ثم جاء الأُبيُّ والسنوسيُّ بعد القرطبي، واستفادا من الشروح التي سبقتهم، وأضافا إضافاتٍ مفيدة، تُغني شرحَ مسلم، وتُوضح المستغلق منه.
وبذا يُعتبر القرطبي حلقةَ وَصْل متألّقة في رحاب شروح صحيح مسلم.
[• أهميته في شرح غريب الأحاديث]
يعتني القرطبي - رحمه الله - عنايةً فائقةً بشرح الكلمات اللغوية، وإيراد تفاصيل حول الكلمة الواردة، من خلال عَرْضه لروايات الحديث المتعدِّدة في كتاب مسلم وغيره من كتب السُّنة، مستدلًا عليها بالآيات القرآنية، ومستشهدًا لها