للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[(١١) باب تعليم الجاهل]

[٢٦١١] عَن عِيَاضِ بنِ حِمَارٍ المُجَاشِعِيِّ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ قَالَ ذَاتَ يَومٍ فِي خُطبَتِهِ: أَلَا إِنَّ رَبِّي أَمَرَنِي أَن أُعَلِّمَكُم مَا جَهِلتُم مِمَّا عَلَّمَنِي

ــ

أحاديث ليست بطوال في المجلس الواحد، وقد كره الإكثار من الأحاديث كثير من السلف (١)؛ مخافة ما يكون في الإكثار من الآفات. روي عن عمر بن الخطاب أنه قال: أقلوا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد عاب كثير من الصحابة على أبي هريرة الإكثار من الحديث حتى احتاج أبو هريرة إلى الاعتذار عن ذلك، والإخبار بموجب ذلك، قال: إن ناسا يقولون: أكثر أبو هريرة، ولولا آية في كتاب الله ما حدثت حديثا. ثم قال: إن إخواننا من الأنصار كان شغلهم العمل في أموالهم، وإن إخواننا من المهاجرين كان شغلهم الصفق بالأسواق، وإني كنت ألزم رسول الله صلى الله عليه وسلم لشبع بطني، أحضر ما لا يحضرون، وأحفظ ما لا يحفظون (٢). ودخل مالك على ابني أخته أبي بكر وإسماعيل بن أبي أويس، وهما يكتبان الحديث، فقال لهما: إن أردتما أن ينفعكما الله بهذا الأمر، فأقلا منه، وتفقها. ولقد جاء عن شعبة أنه قال لكتبة الحديث: إن هذا الحديث يصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة، فهل أنتم منتهون. قال أبو الحسن القابسي - رحمه الله -: يريد شعبة بقوله هذا عيب تكثير الروايات؛ لما قد دخل على المكثرين من اختلاط الأحاديث، وغير ذلك، فيصيرون بالتكلف إلى أن يتقولوا على الرسول صلى الله عليه وسلم ما لم يقل.

قلت: ويظهر لي من قول شعبة أنه قصد تحذير من غلبت عليه شهوة كتب الحديث وروايته، حتى يحمله ذلك على التفريط في متأكد المندوبات من


(١) ما بين حاصرتين سقط من (ز).
(٢) رواه أحمد (٢/ ٢٤٠ و ٢٧٤)، والبخاري (١١٨)، ومسلم (٢٤٩٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>