(قوله: إن لله ملائكة سيارة فضلا) بفتح الفاء وإسكان الضاد. رواية الشيوخ في مسلم والبخاري. أي: زيادة على كتاب الناس، وعند الهروي: فضل - برفع اللام - على أنه خبر مبتدأ. ووقع عند بعضهم: فُضُلا - بضم الفاء والضاد - وكأنه تأوله على أنه جمع فاضل، ولا تساعده العربية، ولا المعنى. وعند بعضهم: فضلاء - بضم الفاء وفتح الضاد والمد والهمز - كظرفاء. والملائكة وإن كانوا كلهم كذلك، فليس هذا موضع ذكر ذلك، والصواب التقييد الأول.
و(قوله: فإذا وجدوا مجلس ذكر قعدوا معهم، وحف بعضهم بعضا بأجنحتهم) هذه رواية السجزي والسمرقندي، أي: يحدقون حولهم، ومصداقها في البخاري: يحفونهم بأجنحتهم، وفي كتاب ابن عيسى: وحط - بحاء وطاء مهملتين - ومعناه: أشار بعضهم لبعض بالنزول، ووقع عند العذري: حظ: - بالظاء القائمة المعجمة - وعند بعضهم: بالساقطة، وليسا بشيء، وهما تصحيف.
و(قوله: سيارة) يعني: سائرين، كما قال في رواية أخرى: سياحين.
و(قوله: فإذا وجدوا مجلس ذكر قعدوا معهم) يعني: مجالس العلم والتذكير. وهي المجالس التي يذكر فيها كلام الله، وسنة رسوله، وأخبار السلف الصالحين، وكلام الأئمة الزهاد المتقدِّمين، المبرأة عن التصنع والبدع، والمنزهة عن المقاصد الردية والطمع، وهذه المجالس قد انعدمت في هذا الزمان، وعوض