[٢٨٧٤] عن ابن عباس قال: كانت امرأة تطوف بالبيت وهي عريانة، فتقول: من يعيرني تطوافا - تجعله على فرجها! وتقول:
اليوم يبدو بعضه أو كله ... فما بدا منه فلا أحله
فنزلت هذه الآية:{خُذُوا زِينَتَكُم}
رواه مسلم (٣٠٢٨)، والنسائي (٥/ ٢٣٣).
* * *
ــ
[(٧) ومن سورة الأعراف]
(قوله كانت المرأة تطوف بالبيت وهي عريانة، فتقول: من يعيرني تطوافا - تجعله على فرجها! )، التطواف بكسر التاء: ثوب تطوف به، وقد تقدَّم أن قريشا كانت ابتدعت في الحج أمورا منها أنه كان لا يطوف أحد بالبيت إلا عريانا إلا أن يكون أحمسيا، وهم من ولد كنانة، أو من أعاره تطوافا أحمسي، فإن طاف من لم يكن كذلك في ثيابه ألقاها فلا ينتفع بها هو ولا غيره، وتسمى تلك الثياب باللقى، حتى قال شاعر العرب:
كفى حزنا كري (١) عليه كأنه ... لَقًى بين أيدي الطائفين حريم
وكان هذا الحكم منهم عاما في الرجال والنساء، ولذلك طافت هذه المرأة عريانة وأنشدت الشعر المذكور في الأصل، قال القاضي: وهذه المرأة هي ضباعة بنت عامر بن قرط - فلما جاء الإسلام ستر الله تعالى هذه العورات ورفع هذه الآثام، فأنزل الله تعالى:{يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُم عِندَ كُلِّ مَسجِدٍ} وأذن مؤذن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ألا يطوف بالبيت عريان، وفهم من
(١) كذا في (ع) و (م) وتفسير القرطبي (٧/ ١٨٩). وفي (ز): كوني.