وفي رواية: قال، وقيل له: أيسرك أنك ذاك الرجل؟ قال: فقال: لو عرض علي ما كرهت.
رواه مسلم (٢٩٢٦)(٩٠ و ٩١)، والترمذيُّ (٢٢٤٦).
ــ
لا يشكان فيه، وعلى الجملة فأمره كله مشكل على الأمة، وهو فتنة ومحنة.
وقد تقدم أن الأطم: هو الحصن، ويجمع: آطام. ويروى أطم ابن مغالة، وبني مغالة، وكلاهما صحيح، وبنو مغالة بغين معجمة. وفي حديث ابن حميد، وفي حديث الحلواني: بني معاوية، والأول المعروف، وبنو مغالة: كل ما كان عن يمينك إذا وقفت آخر البلاط مستقبل مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، وبنو جديلة ما كان عن يسارك، ومسجد النبي صلى الله عليه وسلم في بني مغالة، قاله الزبير. وقال بعضهم: بنو مغالة حي من قضاعة، وبنو معاوية: هم بنو جديلة.
و(قوله: فرفصه) رسول الله صلى الله عليه وسلم - بالفاء والصاد المهملة - رواية الجماعة. قال بعض الشارحين: الرفص: الضرب بالرجل، مثل الرفس.
قلت: وهذا ليس بمعروف عند أهل اللغة، وإنما رفس، بالسين المهملة. يقال: رفسه يرفِسُه ويرفُسُه: إذا ضربه برجله. فأمَّا رفص بالصاد: فهو من الرفصة، وهي النوبة من الماء تكون بين القوم، وهم يترافصون الماء، أي: يتناوبونه، وقد وقع عند الصدفي: فرفضه، بضاد معجمة. قال القاضي: وهو وهم.
قلت: ويحتمل أن يقال: ليس بوهم، ويكون معناه من الرفض، وهو الرمي، وكأنه أعرض عنه، ولم يلتفت إليه لما سمع منه ما سمع، فعل المغضب. وأبعد من هذه ما وقع في البخاري من رواية المروزي: فرقصه، بالقاف والصاد