للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[٢٨٢٥] وعن عبد الله بن عمر، أَنَّ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ انطَلَقَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، فِي رَهطٍ قِبَلَ ابنِ صَيَّادٍ، حَتَّى وَجَدَهُ يَلعَبُ مَعَ الصِّبيَانِ عِندَ أُطُمِ بَنِي مَغَالَةَ، وَقَد قَارَبَ ابنُ صَيَّادٍ يَومَئِذٍ الحُلُمَ، فَلَم يَشعُر حَتَّى ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ظَهرَهُ بِيَدِهِ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ لِابنِ صَيَّادٍ: أَتَشهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ؟ فَنَظَرَ إِلَيهِ ابنُ صَيَّادٍ فَقَالَ: أَشهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ الأُمِّيِّينَ، فَقَالَ ابنُ صَيَّادٍ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: أَتَشهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ؟ فَرَفَضَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ: آمَنتُ بِاللَّهِ وَبِرُسُلِهِ، ثُمَّ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: مَاذَا تَرَى؟ قَالَ ابنُ صَيَّادٍ: يَأتِينِي صَادِقٌ وَكَاذِبٌ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: خُلِّطَ عَلَيكَ الأَمرُ، ثُمَّ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: إِنِّي قَد خَبَأتُ لَكَ خَبِيئًا، فَقَالَ ابنُ

ــ

المهملة، وفي حديث كتاب الأدب من البخاري، فَرَضَّه، بالضاد المعجمة من الرض، وقال بعضهم فيه: فرصَّه، بالصاد المهملة؛ أي: ضغطه.

و(قوله: يأتيني صادق وكاذب) يعني به تابعه من الشيطان، كان تارة يصدق له وتارة يكذب، وهذه حالة الكهان.

و(قوله: خُلط عليك الأمر) أي: لبس عليك تابعك الجني حالك.

و(قوله صلى الله عليه وسلم: خبئت لك خبيئا) رواية الجماعة: خبيئا، بكسر الباء، وعند التميمي: خَبأ، بسكونها، وكلاهما بمعنى. في الصحاح: الخبء: ما خبئ، وكذلك: الخبيء، وكلاهما مهموز، واختلف في هذا المخبأ ما هو؟ فالأكثر على أنه: أضمر له في نفسه: {يَومَ تَأتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ} وقال الداودي: وكانت في يده سورة الدخان مكتوبة، وعلى هذا فيكون قوله: الدخ، يعني به الدخان. قالوا: هي لغة معروفة في الدخان، وأنشدوا:

عند رواق البيت يغشى الدخا

وحكى هذه اللغة في الصحاح، ووجدته في كتاب الشيخ: الدخ، ساكن

<<  <  ج: ص:  >  >>