للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[٢٧٦٤] وعن سمرة بن جندب أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: منهم من تأخذه النار إلى كعبيه، ومنهم من تأخذه إلى ركبتيه، ومنهم من تأخذه النار إلى حجزته، ومنهم من تأخذه إلى ترقوته.

وفي رواية: حقويه، مكان: حجزته.

رواه مسلم (٢٨٤٥) (٣٢ و ٣٣).

* * *

ــ

صور الرجال، يساقون إلى سجن في جهنم يسمى: بولس (١) وقد تقدم قوله: إن أهون أهل النار عذابا مَن في رجليه نعلان من نار تغلي منها دماغه، وهو أبو طالب (٢). ولا شك في أن الكفار في عذاب جهنم متفاوتون، كما قد علم من الكتاب والسنة، ولأنا نعلم على القطع والثبات أنه ليس عذاب من قتل الأنبياء والمسلمين وفتك فيهم، وأفسد في الأرض وكفر، مساويا لعذاب من كفر فقط، وأحسن للأنبياء والمسلمين، وهذا البحث ينبني على أن الكفار مخاطبون بفروع الشريعة، وقد ذكرنا ذلك في الأصول.

و(قوله: فمنهم من تأخذه النار إلى كعبيه. . . الحديث) والحجزة: معقد السراويل والإزار. والترقوة، بفتح التاء وضم القاف، وهي العظم الذي بين ثغرة النحر والعاتق. وهذا الحديث أيضًا يدلّ على أن أهل النار يتفاوتون فيها، ويصح مثل هذا في الكفار، كما قلناه في حديث أبي طالب، ويصح أن يكون ذلك فيمن يعذب من الموحدين، إلا أن الله تعالى يميتهم إماتة، كما صح في الحديث.

* * *


(١) انظر إتحاف السادة المتقين (٨/ ٣٤٣).
(٢) سبق تخريجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>