وصلبوه، لأنَّه شر الأمة في زعمهم، مع ما كان عليه من الفضل والدين والخير، فإذا لم يكن في تلك الأمة شر منه، فالأمة كلها أمة خير، وهذا الكلام يتضمَّن الإنكار عليهم فيما فعلوه به.
و(قوله: فبلغ الحجاج موقف عبد الله وقوله، فأرسل إليه، فأنزل عن جذعه) ظاهر هذا: أنه إنما أنزله عن الخشبة لقول عبد الله وموقفه، وقد نقلنا: أن إنزاله كان عن سؤال عروة لعبد الملك في ذلك، فيجوز أن يكون اجتمع إذن (عبد الملك)، وموقف عبد الله، فكان إنزاله عنهما.
و(نسحبك): نجرك. و (قرونها): الثوب الذي تنتطق به المرأة، أي: تحتزم. و (يتوذَّف): يمشي متبخترًا، وقيل: مسرعًا. و (المبير): المهلك، وكذلك كان الحجاج، فإنه روي أنه أحصي من قتله الحجاج صبرًا، فوجدوهم ثلاثين ألفًا، وأما من قتل في الحروب فلم يحصوا.
وأما الكذاب فهو: المختار بن أبي عبيد الثقفي، فإنَّه ادعى النبوة، وتبعه على ذلك خلق كثير حتى قتله الله تعالى كما تقدم.