للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لأَحفَظُ القَرَائِنَ الَّتِي كَانَ يَقرَؤُهُنَّ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: ثَمَانِيَةَ عَشَرَ مِنَ المُفَصَّلِ، وَسُورَتَينِ مِن آلِ حم.

وَفِي رِوَايَةٍ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ مِن بَنِي بَجِيلَةَ، يُقَالُ لَهُ: نَهِيكُ بنُ سِنَانٍ، إِلَى عَبدِ الله، فَقَالَ: إِنِّي أَقرَأُ المُفَصَّلَ فِي رَكعَةٍ. فَقَالَ عَبدُ الله: أهَذًّا كَهَذِّ الشِّعرِ؟ ! لَقَد عَلِمتُ النَّظَائِرَ الَّتِي كَانَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقرَأُ بِهِنَّ، سُورَتَينِ فِي كل رَكعَةٍ.

ــ

الاسترسال في إنشاده من غير تدبُّرٍ في معانيه، ومعنى هذا: أن الشعر هو الذي إن فعل الإنسان فيه ذلك سُوِّغ له، وأما في القرآن فلا ينبغي مثل ذلك فيه، بل يقرأ بترتيل وتدبر؛ ولذلك قال: إن قومًا يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، ولكن إذا وقع في القلب فرسَخ فيه نفع (١)، والتراقي: جمع ترقوة، وهي عظامُ أعالي الصدر، وهو كناية عن عدم الفهم؛ كما وصف النبي - صلى الله عليه وسلم - به الخوارج؛ إذ قال: لا يجاوز حناجرهم (٢).

والنظائر والقرائن هي: السّور المتقاربة في المقدار، وقد عدّدها ثماني عشرة في رواية، وفي أخرى عشرين، ولا بُعد في ذلك، فإنه يذكر في وقت الأقلّ من غير تعرُّضٍ للحصر، ويزيد في وقت آخر. أو يكون النبي - صلى الله عليه وسلم - قرن في وقت بين ثماني عشرة، وفي أخرى بين عشرين. وقد ذكر أبو داود هذا الحديث عن علقمة والأسود؛ قالا: أتى ابنَ مسعودٍ رجلٌ فقال: إني أقرأ المفصل في ركعة، فقال: أهذًّا كهذِّ الشعرِ، ونثرًا كنثر الدَّقَل؟ لكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقرأ النظائر؛ السورتين في ركعة: الرحمن والنجم في ركعة، واقتربت والحاقة في ركعة، والطور والذاريات في ركعة، والواقعة ونون في ركعة، وسأل سائل


(١) رواه البخاري في تاريخه (٦/ ٣٣٧).
(٢) رواه البخاري (٣٣٤٤)، ومسلم (٧٢٢) من حديث أبي وائل.

<<  <  ج: ص:  >  >>