للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

السُّبُلُ، فَادعُ الله يُغِثنَا. قَالَ: فَرَفَعَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَدَيهِ ثُمَّ قَالَ: اللهمَّ أَغِثنَا، اللهمَّ أَغِثنَا، اللهمَّ أَغِثنَا، قَالَ أَنَسٌ: فَلا وَالله، مَا نَرَى فِي السَّمَاءِ مِن سَحَابٍ وَلا قَزَعَةٍ، وَمَا بَينَنَا وَبَينَ سَلعٍ مِن بَيتٍ وَلا دَارٍ. قَالَ: فَطَلَعَت مِن وَرَائِهِ سَحَابَةٌ مِثلُ التُّرسِ، فَلَمَّا تَوَسَّطَتِ السَّمَاءَ انتَشَرَت، ثُمَّ أَمطَرَت. قَالَ: فَلا وَالله مَا رَأَينَا الشَّمسَ سَبتًا. قَالَ: ثُمَّ دَخَلَ رَجُلٌ مِن ذَلِكَ البَابِ فِي الجُمُعَةِ

ــ

وقوله: اللهم أغثنا بالهمزة رباعيًا، هكذا رويناه، ومعناه: هب لنا غيثًا، والهمزة فيه للتعدية، وقال بعضهم: صوابه: غِثنا؛ لأنه من غاث. قال: وأما أغثنا؛ فإنه من الإغاثة، وليس من طلب الغيث، والأول الصواب. والله أعلم.

وقوله: ولا قزعة؛ أي: ولا قطعة من سحاب، وجمعه: قزع. قال أبو عبيد: وأكثر ما يكون في الخريف. وسلع: بفتح السين المهملة، وسكون اللام، وهو: جبل مشهور بقرب المدينة. في البخاري: هو الجبل الذي في السوق (١).

وتشبيه السحابة بالتُّرس؛ في كثافتها واستدارتها. وأمطرت: أنزلت رباعيًا، ويقال: ثلاثيًّا؛ بمعنى واحد، وقيل: أمطر في العذاب، ومطر في الرحمة. والأول أعرف.

وقوله: ما رأينا الشمس سبتًا؛ أي: من سبتٍ إلى سبتٍ؛ كما تقول: جمعة؛ أي: من جمعة إلى جمعة. والسبت في اللغة: القطع، وبه سُمِّي يوم السبت. وقال ثابت في تفسير قوله: سبتًا: أنه القطعة من الزمان، يقال: سبتٌ من الدهر؛ أي: قطعة منه، وسبتُّه: قطعته، وقد رواه الداودي: سِتًّا، وفسره: بستة أيام من الدهر، وهو تصحيف.


(١) كذا في المغانم المطابة للفيروزابادي ص (١٨٣). والواقع الجغرافي للمدينة يؤيد ذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>