للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَمَطعَمُهُ حَرَامٌ وَمَشرَبُهُ حَرَامٌ وَمَلبَسُهُ حَرَامٌ وَغُذِيَ بِالحَرَامِ فَأَنَّى يُستَجَابُ لِذَلِكَ؟ .

رواه أحمد (٢/ ٣٢٨)، ومسلم (١٠١٥).

* * *

ــ

وقوله: (فأنَّى يستجاب لذلك)؛ أي: كيف - على جهة الاستبعاد -، ومعناه: أنه ليس أهلاً لإجابة دعائه، لكن يجوز أن يستجيب الله له تفضلاً ولطفًا وكرمًا.

وقوله: (إلا أخذها الرحمن بيمينه)؛ أي: قبلها مشرّفة مكرّمة، مرضيًا بها، بالغة محلها، وهذا كما قال الشاعر (١):

إذا ما راية رفعت لمجدٍ ... تلقَّاها عرابة باليمين

أي: هو مؤهل للمجد والشرف، ولم يرد بها اليمين الجارحة؛ لأن المجد معنى، والمعنى الذي يتلقى به رايته معنى، وكذلك اليمين في حق الله تعالى.

وقوله: (فتربو)؛ أي: يزيد ثوابها. و (كفا الرحمن): عبارة عن محل القبول، ويجوز أن يكون مصدر: كف يَكفُّ كفًا، ويكون معناه: الحفظ والصيانة، فكأنه قال: تلك الصدقة في حفظ الله وكلاءته، فلا ينقص ثوابها، ولا يبطل جزاؤها، والله تعالى أعلم.

ويحتمل أن يكون الكفّ عبارة عن كفة الميزان الذي توزن فيه الأعمال، فيكون من باب حذف المضاف، كأنه قال: فتربو في كفة ميزان الرحمن.

والقلوص: الناقة الفتية، كالجارية في النساء. والفلو من الإبل: كالصبي في الرجال.


(١) هو الشماخ.

<<  <  ج: ص:  >  >>