عاشوراء إنما كان ليستكشف السبب الحامل لهم على الصوم، فلما علم ذلك قال لهم كلمة حق تقتضي تأنيسهم واستجلابهم، وهي:(نحن أحق وأولى بموسى منكم)؛ ووجه هذه الأولوية (١): أنه عَلِم من حال موسى وعظيم منزلته عند الله، وصحة رسالته وشريعته، ما لم يعلموه هم، ولا أحد منهم.
وفي حديث ابن عباس الآخر قول الصحابة للنبي - صلى الله عليه وسلم -: (إن يوم عاشوراء يوم تعظمه اليهود. . .)؛ كان هذا القول من النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد أن تمادى على صومه عشر سنين أو نحوها، بدليل: أن أمره بصومه إنما كان حين قدم المدينة، وهذا القول الآخر كان في السَّنة التي توفي فيها في يوم عاشوراء من محرم تلك السنة، وتوفي هو - صلى الله عليه وسلم - في شهر ربيع الأول منها، لم يختلف في ذلك؛ وإن كانوا اختلفوا في أي يوم منه. وأصح الأقوال: في الثاني عشر منه، والله تعالى أعلم.
وقوله - صلى الله عليه وسلم -: (فإذا كان العام المقبل صمنا اليوم التاسع)؛ إنما قال هذا - صلى الله عليه وسلم -