للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَلي عَائِشَةَ فَأَخبَرتُهَا بِقَولِهِ، فَقَالَت: طَيَّبتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- فَطَافَ فِي نِسَائِهِ ثُمَّ أَصبَحَ مُحرِمًا.

وفي رواية: ينضخ طيبًا.

رواه مسلم (١١٩٢) (٤٨ و ٤٩).

* * *

ــ

وقولها: (فطاف في نسائه)؛ هو كناية عن الجماع، ويكون هذا مثل قول أبي رافع: طاف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على نسائه ذات يوم، فجعل يغتسل عند هذه وعند هذه، فقلت: يا رسول الله! لو جعلته غسلاً واحدًا؟ قال: (هذا أزكى، وأطيب، وأطهر) (١) خرَّجه النسائي.

ويقال على هذا: كيف دار عليهن في يوم واحد، واليوم لواحدة منهن؟ والجواب من وجهين:

أحدهما: أن العدل لم يكن عليه لهن واجبًا؛ بدليل قوله تعالى: {تُرجِي مَن تَشَاءُ مِنهُنَّ وَتُؤوِي إِلَيكَ مَن تَشَاءُ وَمَنِ ابتَغَيتَ مِمَّن عَزَلتَ فَلا جُنَاحَ عَلَيكَ}

والثاني: يحتمل أن التي كان في يومها أذنت له في ذلك. وهذا على تسليم أن ذلك كان عليه واجبًا، أو أنه - صلى الله عليه وسلم - أخذ نفسه بذلك مجاملة، ومحاسنة، والله تعالى أعلم.

ويحتمل أن يكون قولها: (طاف في نسائه)، بمعنى: تفقدهن في منازلهن لينظر فيما يحتجن إليه، لا سيما وكان في أهبة الخروج لسفره ذلك.

* * *


(١) رواه النسائي في الكبرى (٩٠٣٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>