ثابت، وضبطه الأصيلي بكسر الطاء، ولا خلاف في أن المبيت بذي طوى، ودخول مكة نهارًا ليس من المناسك، لكن إن فعل ذلك اقتداءً بالنبي - صلى الله عليه وسلم -، وتتبُّعًا لمواضعه، كان له في ذلك ثواب كثير، وخيرٌ جزيل. وقد تقدَّم الكلام على أفعال الحجِّ وأحكامها.
و(الأكمة): الكوم الغليظ الضخم. و (ثَمَّ) - بفتح الثاء المثلثة: إشارة إلى موضع مخصوص معروف. وهو مبني على الفتح، يوقف عليه بالهاء. فيقال: ثمه. و (فُرضَتا الجبل): موضعان منخفضان منه، وكأنهما نقبان أو طريقان. و (الفُرضة): الحز الذي يدخل فيه الوَتَر. وأصل الفَرض: القطع. وهذا التحديد والتحقيق الذي صَدَر من ابن عمر في تعيين مواضع النبي - صلى الله عليه وسلم - دليلٌ على شدة عنايته، وتهمُّمه بآثار النبي - صلى الله عليه وسلم -، وعلى أنه مَن قصد تلك المواضع متبرِّكًا بآثار النبي - صلى الله عليه وسلم - وبالصَّلاة فيها حَصَل على حظٍّ عظيمٍ وثوابٍ جزيلٍ.