للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفي رواية: قَالَ: فَانفَجَرَت مِن لَيلَتِهِ، فَمَا زَالَ يَسِيلُ حَتَّى مَاتَ. قَالَ: فَذَاكَ حِينَ يَقُولُ الشَّاعِرُ:

أَلَا يَا سَعدُ سَعدَ بَنِي مُعَاذٍ ... فَمَا فَعَلَت قُرَيظَةُ وَالنَّضِيرُ؟

لَعَمرُكَ إِنَّ سَعدَ بَنِي مُعَاذٍ ... غَدَاةَ تَحَمَّلُوا لَهُوَ الصَّبُورُ

تَرَكتُم قِدرَكُم لَا شَيءَ فِيهَا ... وَقِدرُ القَومِ حَامِيَةٌ تَفُورُ

وَقَد قَالَ الكَرِيمُ أَبُو حُبَابٍ ... أَقِيمُوا قَينُقَاعُ وَلَا تَسِيرُوا

وَقَد كَانُوا بِبَلدَتِهِم ثِقَالَا ... كَمَا ثَقُلَت بِمَيطَانَ الصُّخُورُ

رواه مسلم (١٧٦٩) (٦٧ و ٦٨).

* * *

ــ

قوله في الشعر: (فما فعلت قريظة والنضير)؛ الرواية عند الكافة بالفاء هكذا، والصواب: (لما فعلت) باللام المكسورة، وقد رواه بعضهم هنا كذلك، وهي الرواية في السير، ليس فيها غيرها.

وقوله:

تركتم قدركم لا شيء فيها ... وقدر القوم حامية تفور

هذا ضرب مثلٍ لعزَّة الجانب، وعدم الناصر. ويريد بقوله: تركتم قدركم: الأوس لقتل حلفائهم من قريظة. وقدر القوم: يعني به: الخزرج لشفاعتها لحلفائها بني قينقاع، حتى من عليهم النبي -صلى الله عليه وسلم-، وتركهم لعبد الله بن أُبَيّ، وهو: أبو حباب المذكور في الشعر.

وقوله: (كما ثقلت بِمَيطان الصخور). مَيطان: بفتح الميم، وبالنون، عليه أكثر الرواة، إلا أن أبا عبيد (١) البكري ضبطه بكسر الميم. قال: وهو من بلاد مزينة


(١) في (ج): عبيد الله.

<<  <  ج: ص:  >  >>