ذلك عليه، وأخبره بما يفهم منه: أن أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كانوا أقوى في دين الله، وأحرص على إظهاره، وأحب في رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وأشجع منك، ومع ذلك فقد انتهت بهم الشدائد، والمشاق إلى أن حصل منهم ما ذكره، وإذا كان هذا فغيرهم بالضعف أولى. وحاصله: أن الإنسان ينبغي له ألَاّ يتمنى الشدائد والامتحان، فإنه لا يدري كيف يكون حاله فيها. فإن ابتلي صبر، وإن عوفي شكر.
وقوله -صلى الله عليه وسلم-: (من يأتيني بخبر القوم؟ ) يتضمن إخباره -صلى الله عليه وسلم- بسلامة المار (١)، ورجوعه إليه.
وقوله:(جعله الله معي في الجنة)؛ أي: مصاحبًا لي، وملازمًا حضرتي. وكل واحد منهما على منزلته في الجنة، ومنزلة النبي -صلى الله عليه وسلم- لا يلحقه فيها أحد.