للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

في استقامة السَّلطَنَةِ لهم لا على طريق المدح.

وقد يقال الدِّينُ على المُلكِ؛ كما قال (١):

لَئِن حَلَلتَ بِجوٍّ من (٢) بني أسدٍ ... في دِينِ عمرٍو وحَالت بيننا فَدَكُ

وقيل ذلك في قوله تعالى: {مَا كَانَ لِيَأخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ المَلِكِ} (٣)

ثم عدّد هذا القائل ملوكهم فقال: أَوَّلُهم يزيدُ بنُ معاوية، ثم أتبعه معاويةُ بن يزيد - وقال: ولم يذكر ابن الزبير لأنه صحابي، ولا مروان لأنه غاصب لابن الزبير - ثم عبد الملك، ثم الوليد، ثم سليمان، ثم عمر بن عبد العزيز، ثم يزيد بن عبد الملك، ثم هشام بن عبد الملك، ثم الوليد بن يزيد، ثم يزيد بن الوليد، ثم إبراهيم بن الوليد، ثم مروان بن محمد. فهؤلاء اثنا عشر، ثم خرجت الخلافة منهم إلى بني العباس.

وثالثها: أن هذا خبر عن اثني عشر (٤) خليفة من قريش يجتمعون في زمان واحد في آفاق مختلفة كما قد وقع، فقد كان بالأندلس منهم في عصر واحد بعد أربعمائة وثلاثين سنة ثلاثة كلهم يَدَّعيها ويَلَقَّب بها، ومعهم صاحبُ مصر وخليفة بغداد، فكذلك يجوز أن يجتمع الاثنا عشر خليفة في العصر الواحد، وقد دلّ على هذا قوله صلى الله عليه وسلم سيكون خلفاء فتكثر (٥)، وكلٌّ محتمل، والأول أولاها لبُعده عن الاعتراض.


(١) القائل: زهير بن أبي سُلمى.
(٢) في (ج ٢): في.
(٣) ما بين حاصرتين مستدرك من (ج ٢).
(٤) ما بين حاصرتين ساقط من (ع).
(٥) رواه أحمد (٢/ ٢٩٧)، والبخاري (٣٤٥٥)، ومسلم (١٨٤٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>